سَاْءَلْتُ
نفسي
آه كم ساءلتُ
نفسي
من هَدَاكِ إلى بريدي ؟
من دعاكِ فاتِحَاً مجرى وريدي ؟
من أثارَ يديكِ حتى سكَبَتْ قطرَ الندى
يُحْيِى ذبولا كان يجتاحُ وجودي ؟
من هَدَاكِ إلىَّ حتى تَكْتُبِي
سطراً جديداً فى تراتيلِ خلودي ؟
لا تُجِيْبِي
إنَّنِي أعْلمُ أنَّ الغيبَ سوَّى لى حُدُوْدِي
وهى ومْضَاتٌ من الوعْدِ وويلاتِ الوعيدِ
صَنََّعَتْ بَوْحِي ونَوْحِي وترانيمَ نشيدي
وهنا كانتْ لنفْسٍ جَوْلَةٌ قدْ
راقها الحَوْمُ على تلكَ الحدودِ
فاذْكُرِى عَنِّى ترانيمي مِراراً وأعيدي
ربما يمتدُّ في الأيامِ عيدي
**
يا فتاتي
كُنْتُ صفصافةَ ظلٍّ
ذاتَ يومٍ فوقَ نَهْرِ
كانتْ الأطيارُ تأتيني
وترتاحُ لعطري
كان لى سِحْرٌ وكم
عانيتُ من جَرّاءِ سِحْرِي
كان لى رِيٌّ فريدٌ
من ألذِّ الماءِ يجرى
كمْ وَعَتْ عينى رفاقاً
جالسوني حينَ عَصْرِ
آنَسَتْ نفسي قلوبٌ
حَفِظَتْ فى الغيبِ سِرِّى
كُنْتُْ يانعةَ الغصونِ
كنتُ يافعةً بِعُمْرِي
كنْتُ سامقةَ الشموخِ
كنْتُ باسقةً بشعري
كنْتُ دائمةَ التلاقي
فى نسيمِ الفَجْرِ يَسْرِى
كنْتُ صفصافةَ وقتي
كنْتُ أُعْجُوبَةَ عَصْرِي
وانقضى منى زماني
وانتهى عصري وفجري
وخَلَتْ عنى طيوري
وخَبَاْ فى العَظْمِ نَشْرِى
وتلاشى سحرُ ذاتي
مُغْرِبَاً فى طَىِّ عمري
ومضى عنى رفاقي
وتدنَّى فِىَّ قَدْرِي
جفَّ ماءُ النهر تحتي
واشتهى الرَّشْفَةَ نَهْرِى
وسرى فىَّ ذبولي
كاشفاً ما تحتَ صَدْرِي
ودَنَاْ حيني وهذا
وَحْدَهُ يُذْهِبُ صبري
فدعينى أكتبُ الآن
كثيراً عَلَّ شِعْرِي
يمنحُ الأيامَ طولاً
ويُدَاوِى بعضَ كَسْرِى
يُصْبِحُ الشِّعْرُ حياةً
فى غَدِ الأيامِ تَسْرِى