إن
من يبحثون عن السعادة والإرتقاء بالروح بعيدا عن هذا الجو الملبد بالمشاكل
والهموم دائما ما يمتلكون تلك القلوب النقية قلوب لا تحمل لأحد شىء تنسى
الإساءة كما تنسى الإحسان الذى قدمته للأخرين اللإثنين عندهم سواء . أصحاب
تلك العقلية من يسامحون وينسون الإسائة أوفر حظا من نصيب السعادة (إحدى
فسيلوجيات السعادة العطاء والتسامح) لإنهم لا يشغلون أنفسهم تقلب حياتهم
الى جحيم تنغص عليهم حياتهم. لذا تراهم يتمتعون بحظ وافر من الحب والقبول
لدى الناس وبرضا الله عز وجل . عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
كنا في المسجد عند رسول الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام :
(يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة)
فدخل رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده، فسلم على النبي وجلسولما كان اليوم الثاني
قال عليه الصلاة و السلام نفس المقال:
)يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة(
ونظر الجميع إلى الباب فإذا به
نفس الرجل الذي دخل بالأمسو في اليوم الثالث
قالها عليه الصلاة و السلام :
)يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة(
وإذا به نفس الرجل الذي دخل باليومين السابقينقال عبد الله بن عمرو بن العاص: فقلت في نفسي: والله لأتبعن الرجل لأعلم ماذا يفعل
فأتى إليه عبد الله بن عمرو فقال: يا عم، إني لاحيت أبي – أي خاصمت أبي – فأردت أن أبيت ثلاث ليال عندك، آليت على نفسي أن لا أبيت عنده، فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك الليالي فافعل
قال: لا بأس
قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعارَّ تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبر حتى لصلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا
فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر علمه قلت:
يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجرةٌ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث المرات
فأردت أن آوي إليك، فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك عملت كبير عملٍ
فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال:
ما هو إلا ما رأيتفلما هم عبدالله بن عمر الإنصراف ناده الرجل
وقال:
ولكني اذا أويت إلى فراشي
لا أحمل لمسلم فى قلبى بغضاء أو ضغينة
قال عبدالله بن عمرو
تلك التي بلغت بك ، وتلك التي نعجز عنها
إن
من يتحكمون أنفسهم بالقدر الذى يجعلهم يتغاضون عن أى أخطاء فى حقهم ينامون
دون أن يحملوا لأحد شىء فى قلوبهم بلا أدنى شك هم أكثر الناس قدرة على حل
مشاكلهم والتعامل مع الأزمات .
هى دعوة الى التسامح الى نفوس نقية لا تحمل لأحد شىء لايؤثر فيها تغيرات النفوس ولا تقلب الناس بين الأهواء والمصالح.
دمتم على التسامح
أنا مسامح أى حد ها لسه فى حد مش مسامحنى؟