أسعد الله أوقاتكم بكل خير
حول العالم
البعوضة التي تحولت لنجم سينمائي
البعوضة التي تحولت لنجم سينمائي
رغم عدم ميلي لأفلام الطبيعة (أو الحياة الفطرية) إلا أنني أحترم القائمين عليها بسبب إصرارهم العظيم وصبرهم الطويل.. فحين يتعلق الأمر بمتابعة «تفقيس بيضة» أو «انسلاخ يرقة» أو «تفتـح بـذرة» يتطلب الأمر «صبر أيوب» وأسابيع طويلة من الاستعداد والسهر والترقب.. وبالإضافة الى أنه عمل غير مربح ماديا - مقارنة بالأفلام السينمائية - يتضمن خطورة على حياة المصور واحتمال وفاته بنسبة كبيرة (خصوصا حين يتطلب الأمر دخوله الى جحور الأفاعي وبيوت العقارب وتصوير نمور وضباع تتعارك على بعد أمتار)!!
وأذكر أنني شاهدت قبل سنوات فيلما فرنسيا (من هذا النوع الصبور) يعد مرجعا لكافة الأفلام الوثائقية.. ورغم عدم تذكري لاسمه الآن ؛ إلا أن فكرته كانت تعتمـد على توثيـــق حياة بعوضــة
(أو ناموسـة) منذ خروجها من البويضة وحتى وفاتها بسبب الشيخوخة. ولك أن تتصور صعوبة انتاج فيلم كهذا إذا علمت أن البعوضة الواحدة تطرح 300 بيضة متشابهة وتطير لمسافة 3000 كلم خلال حياتها - ويمكن أن ترتفع فوق رؤوسنا لمسافة 3660 مترا!!
... والفيلم يبدأ بمنظر لمستنقع راكد حيث تتحول إحدى البويضات الى يرقة، ثم خادرة، ثم حشرة كاملة (خلال دورة تستمـر أسبـوع). وحين تخرج من المستنقع كبعوضة كاملة تنطلـق للبحـث عن مصدر دم تتقوى به وتتناسل بفضله (علما أن أنثى الأنفوليس هي القادرة فقط على شفط الدماء)..
وتظل الكاميرا تتابعها حتى تدخل منزلا يغفو فيه رب العائلة أمام التلفزيون فتتجه اليه مباشرة لتمتص قليلا من دمــــه.. وهي بالتأكيد لم تجد هذا الرجل بالصدفة ؛ حيث شعرت بوجوده من خـلال الحـرارة الصادرة من جسده والإحساس بدفقات الدم في عروقه واستشعار ثاني أكسيد الكربون الخارج مع نفسه.. وحين تقترب منه تعمد أولا للتحويم حوله وإزعاجه بإصدار أزيز مميز (إيييزززز) ناتج عن ضرب أجنحتها بسرعة 1000 مرة بالثانية. وحين تتأكد من سلامة الموقع - ودخول الضحية في نوم عميق - تهبط على أحد العروق الكبيرة التي شعرت بتدفق الدم فيها.. وما أن تهبط حتى ترش فوق الجلد مادة مسكنة للألم ثم تفرز إبرة تتضمن مادة تمنع تخثر الدم (كي ينساب إليها بسهولة) ثم إبرة أخرى معقوفة تدخل العرق بشكل أفقي وتبدأ بشفط الدم (... وكل هذا في عملية لاتستغرق ثانيتين تتابعها الكاميرا بكل تفاصيلها)...
وحين يبدأ موضع الوخز بالانتفاخ - بسبب رد جهاز المناعة في أجسادنا - يدرك الرجل متأخرا ماذا يجري فوق ذراعه. وحين يحاول ضرب البعوضة ب(كف بلاستيكي) تشعر بحركته فتهرب بسرعة تسبق الكف - رغم أنها محملة بأكثر من نصف وزنها «وقوداً»...
وتستمر أحداث الفيلم بعد ذلك موضحة كيفية لقائها بالذكر، ثم طرحها للبيض الواحدة تلو الأخرى، ثم تغذيته بالدم الدافئ، ثم زيارة اليرقات للاطمئنان عليها... وبعد ثلاثين يوما تكون (بطلـة الفيلـم) قد وصلت لمرحلة الشيخوخة فتبقى قرب المستنقع تراقب أبناءها وهم ينطلقون في دورة حياة جديدة - فتموت راضية عن نفسها (وأذكر حين انتهى الفيلم أنني صفقت وحدي تقديرا لجرأة المنتج ومهارة المخرج وسعة بال المصور)!!!
.. بقي أن أشير الى أن البعوضة (رغم أنها قتلت من البشر أضعاف أضعاف كل الطغاة بسبب نقلها للملاريا على وجه الخصوص) إلا أن في حياتها دليلا على قدرة الخالق عز وجل وإمكانية تحميل أضعف مخلوقاته أعظم مسبباته..ملحوظة : كل الكلام ده من الفيلم .
قال تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.
وأذكر أنني شاهدت قبل سنوات فيلما فرنسيا (من هذا النوع الصبور) يعد مرجعا لكافة الأفلام الوثائقية.. ورغم عدم تذكري لاسمه الآن ؛ إلا أن فكرته كانت تعتمـد على توثيـــق حياة بعوضــة
(أو ناموسـة) منذ خروجها من البويضة وحتى وفاتها بسبب الشيخوخة. ولك أن تتصور صعوبة انتاج فيلم كهذا إذا علمت أن البعوضة الواحدة تطرح 300 بيضة متشابهة وتطير لمسافة 3000 كلم خلال حياتها - ويمكن أن ترتفع فوق رؤوسنا لمسافة 3660 مترا!!
... والفيلم يبدأ بمنظر لمستنقع راكد حيث تتحول إحدى البويضات الى يرقة، ثم خادرة، ثم حشرة كاملة (خلال دورة تستمـر أسبـوع). وحين تخرج من المستنقع كبعوضة كاملة تنطلـق للبحـث عن مصدر دم تتقوى به وتتناسل بفضله (علما أن أنثى الأنفوليس هي القادرة فقط على شفط الدماء)..
وتظل الكاميرا تتابعها حتى تدخل منزلا يغفو فيه رب العائلة أمام التلفزيون فتتجه اليه مباشرة لتمتص قليلا من دمــــه.. وهي بالتأكيد لم تجد هذا الرجل بالصدفة ؛ حيث شعرت بوجوده من خـلال الحـرارة الصادرة من جسده والإحساس بدفقات الدم في عروقه واستشعار ثاني أكسيد الكربون الخارج مع نفسه.. وحين تقترب منه تعمد أولا للتحويم حوله وإزعاجه بإصدار أزيز مميز (إيييزززز) ناتج عن ضرب أجنحتها بسرعة 1000 مرة بالثانية. وحين تتأكد من سلامة الموقع - ودخول الضحية في نوم عميق - تهبط على أحد العروق الكبيرة التي شعرت بتدفق الدم فيها.. وما أن تهبط حتى ترش فوق الجلد مادة مسكنة للألم ثم تفرز إبرة تتضمن مادة تمنع تخثر الدم (كي ينساب إليها بسهولة) ثم إبرة أخرى معقوفة تدخل العرق بشكل أفقي وتبدأ بشفط الدم (... وكل هذا في عملية لاتستغرق ثانيتين تتابعها الكاميرا بكل تفاصيلها)...
وحين يبدأ موضع الوخز بالانتفاخ - بسبب رد جهاز المناعة في أجسادنا - يدرك الرجل متأخرا ماذا يجري فوق ذراعه. وحين يحاول ضرب البعوضة ب(كف بلاستيكي) تشعر بحركته فتهرب بسرعة تسبق الكف - رغم أنها محملة بأكثر من نصف وزنها «وقوداً»...
وتستمر أحداث الفيلم بعد ذلك موضحة كيفية لقائها بالذكر، ثم طرحها للبيض الواحدة تلو الأخرى، ثم تغذيته بالدم الدافئ، ثم زيارة اليرقات للاطمئنان عليها... وبعد ثلاثين يوما تكون (بطلـة الفيلـم) قد وصلت لمرحلة الشيخوخة فتبقى قرب المستنقع تراقب أبناءها وهم ينطلقون في دورة حياة جديدة - فتموت راضية عن نفسها (وأذكر حين انتهى الفيلم أنني صفقت وحدي تقديرا لجرأة المنتج ومهارة المخرج وسعة بال المصور)!!!
.. بقي أن أشير الى أن البعوضة (رغم أنها قتلت من البشر أضعاف أضعاف كل الطغاة بسبب نقلها للملاريا على وجه الخصوص) إلا أن في حياتها دليلا على قدرة الخالق عز وجل وإمكانية تحميل أضعف مخلوقاته أعظم مسبباته..ملحوظة : كل الكلام ده من الفيلم .
قال تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.